السبت، 28 يناير 2012


{ كان في الجوار ..كلب ينبح.. }

قبل الساعة الثامنة في اليوم الفائت..كان في الجوار كلب ينبح ..لا أعلم / سر هذه الكلاب النابحة بين الفينة والأخرى ..
أنا عائد للمنزل ...سحقا لهذه الكلاب
الشارع مظلم /تبا لهذا النباح ..
النباح يتعمد مرافقتي / في الخفاء..
الخفاء ..يستشري بين ردهات فنائي..
أحمل حبل ..الحبل رفيع ..أبتعته من البقالة الصغيرة في نهاية الشارع..
قلت للبائع ..أريد حبل..
قال : ..وما نوع الحبل ولأي غرض..؟
قلت ..لا عليك..ثمة نباح سوف أسمعه بعد ان أخرج من هنا,,
وانا احمل حبل حيث سأقول..تبا لهذه الكلاب ..!!
أعطاني الحبل..رمقني بنظرة إستهجان..
\ثم أشعل سيجارته ..أمام الباب وهو يودعني بنظراته ,,
كان ذلك قبل ان أكون في الشارع في اليوم الفائت ..وأسمع نباح الكلاب يطاردني ..وأنا قادم ومعي حبل..
الحبل الذي إبتعته من البقالة الصغيرة قبل قليل ..حيث رمقني البائع ..بنظرات إستهجان ...!!
دخلت الغرفة ..الضوء كان خافت ..أشعلت المصباح..أغتسلت / بدلت ملابسي ..وتثاءبت.
شعرت بدقات قلبي تتسارع / فـ نمت ..
في الثامنة والنصف ..جلبة تأتي من الخارج ..
الكلب الذي ينبح في الجوار / والذي سمعته وانا قادم من البقالة وقد إبتعت لي حبل ,,
صوته ..يتغلغل مع الضجيج ..
عربات كثيرة ..أصوات كثيرة ..الناس كالأشباح ..يتطايرون !!
وضعت على وجهي قناع أسود..ولحقت بالجميع !!
الأطفال / أرواحهم / تسابقهم إلى العراء السماوي ..النساء / يغتصبهن الظلام ..
الرجال / يزحفون على بقاياهم ..
لا أعلم لماذا يعلوا الصراخ بين هنا وهناك.أنا أعلم بان هناك صراخ ..الصراخ الذي يأتي ..انا أسمعه جيدا..
ولكن لماذا؟!!
أركض .. / قال لي ذلك الصوت في داخلي ../ قالها ..والكلب الذي في الجوار لازال ينبح ..
ركضت / لهثت / عطشت / ثم عدت أدراجي ..
لدي صورة قديمة لكائن بشري ..لمحته من ضمن الراكضين .. تذكرت..قلت / ساعود لنجدته
ولكن لماذا أعود ..؟!
ما سر هذه العودة التي توقدت بين جنباتي اللحظة ؟
قلت :ليذهب إلى الجحيم
هنا تبادر لي المشهد الذي رأيته..
الجحيم ؟!!
نظرت حولي .. ..لا يوجد جحيم..السواد يلف المكان فقط..ولكني قبل قليل رأيت فيما يرى النائم..
أنني أرى جحيم ..!!
وسمعت الكلب الذي في الجوار ينبح / ذاته في الحلم ..
عدت للغرفة ..نظرت إلى الساعة ..أنها تشير إلى الساعة ألف !!!
ألف ؟
كيف تصل الساعة إلى تمام الألف؟
حاولت الصراخ ..لم يعد في داخلي صراخ..أعني بأنني أعترف بالوقت الذي حاولت فيه الصراخ ..
نهضت ../ لم يكن ذلك النهوض بمعنى النهوض ,,\ولكنني نهضت أخيرا
شربت ماء / الماء ساخن ../ السخونة حارقة ..
ثم ...وعلى بغتة ..سقطت على وجهي أصابع عملاقة ..أحدثت دوي ..\
الدوي أصبح له صدى ..أعلم بان الكف العملاقة قد أرتمت على خدي..ولكن ........!!
استيقظت ..وكان الصمت يسكن المكان ../ أنا أشعر بصداع ..!!
ذهبت لتحضير قهوتي كالمعتاد..
فأصابتني الدهشة ../ وقفت مذهول / وصرخت بلا صوت ....
انا في غرفتي...غرفتي في المنزل..المنزل على سحابة ..السحابة بعيدة كل البعد عن الأرض
أحدهم قال : لنواصل الطيران..لقد أنتهى الآن كل شيء ..
ولكن .. مازال في الجوار / كلب ينبح.!


عبدالله البطاشي
2009
__________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات