كنت اعتقد بإني ..حين أمارس طقوس الركض خلف الدخان ..المنبعث من العربة ..بإني سوف أحقق في ذات يوم .
ذلك الحلم الذي زارني وهو يمتطي بغل أبيض ...ملامحه
تشبه القهوة المرة التي لا احب ان اشربها وهي باردة ..
الدخان وبرغم إنه كريه اللون والرائحة ..إلا وإني أستمتع
بوجودي داخل احشائه ..هو شعور رائع ولا يوصف ..
وخصوصا في إنكسار العتمة الازلية عن روزنامة ذلك
الفجر الأحول الشاحب .. ولم أشعر بالوخز الذي توخزني به القطعة الآلية من
فمها ..ولم اغضب حينما سمعتها تصفني بالطفل الصرصور ..فلقد كنت مستمتع وكفى ...!!!
والشعور برغبة في الركض كالجرذ بين الأزقة .. يلازمني
..ويحفزني بإن أكسر المألوف ..وأعلن عن هذه الرغبة بطريقة عملية .../ كان /منذ ما
يقارب الالف عام قبل الميلاد ..حاولت جاهدا بإن أصرخ كالبوم الموشى بالنقوش
..والمزركش بالألوان الحربائية على ظهره ..غير ان الرغبة ذاتها لم تكن حبلى
..وكانت تلك اول البدايات التي عرفتني بانه لا نهار بلا ليل ..ولا مطر بلا ..سحاب
..وبالتالي فلا رغبة بلا مقدرة ..وعزم ,,,/ وانا من عشاق الكتابة على الوحل ..أكتبهم في كل صباح أحمق ..أسماء
بعض الأصدقاء ..وبعض المرتدين عن علاقتي بصداقتهم ..
عندما اردت الإستيقاظ في داخل النوم البغيض ...
ذلك الرافض لفكرة الإستيقاظ بين جنباته ..
شعرت بالإحباط ..فدحرجت / مابين الحقيقة والخيال
..قنينة الوقت الزجاجية ,/ فلربما يكسرها أولائك الأطفال الساكنين بين أجفان القمر
الصغير ../ وكانت تلك أمنيتي ..وهي ما أود أن
يتحول جوهرها إلى حقيقة ..وأيقنت حينما رفض صاحبنا (النوم ).هذه الفكرة
لمجرد خاطر يأتي ../هو يرفضها حتى ولو على سبيل التفكير ../ فهذا المخلوق ..يعتقد..أو كما قال لي
بإن ‘إعتقاده ..ياتي كعقيدة ..ومنهج ..هو يعتقد ––,,بإن
القمر / والشمس / والسحاب والنجوم والمطر والماء والدخان ..مجرد اسماء وهمية لا
تمت لواقعية الحياة الغير موجودة أصلا !!وقد حاول ان يثبت لي في ذات مرة
..وبالأدلة القاطعة ..بإن الرعاة هم المؤلفين لتلك الظواهر ..وذلك في أيام الجلوس
حول النيران .. وهم يعربدون في وسط الليالي الحالكة ..داخل أحشاء الزمن السحيق /فكان ما كان وإنتهى الامر بإن تطورت المسألة.. ليأتي التطور لاحقا على يد الشعراء
..الصعاليك ..ويضمخوها بالإطناب الملعون ..ثم لتصبح مجاز ..لوصف العزلة والعشق
..وتارة تصبح هجاءا لتوصيف الخزعبلات
والتقوقع البهيمي !!بيد ان المسألة قد تعدت من كونها سلوك مكتسب – وهذا لو إفترضنا
قاابلية هذا الإستنتاج_ وتطورت لتصبح منهج ...تلده الأيام والشهور والقرون ../تصبح يقين وإعتقاد / يتوارثه النوم من سابقيه ..ليورثه للاحقين من بعده !!
ولذلك الأمر / الأمور / أجد نفسي ..كارها للنوم داخل
النوم ..فلا طاقة لي بإن اتحمل هذه الخزعبلات ..وغسيلها المنشور على حبال السماء
المزهرة بالعشب في أيام المطر ..والكوارث .والأعاصير ..وصرت تواق ..إلى أن أرجم
النوم وهو محشورا بين شجرة الأحلام / وجدار الإستيقاظ ..
وهذا ما جعلني أخترع زجاجة الوقت ../ وهو سلوك طبيعي
..يتاثر بصياح البغال ...والحمير ../ لم استحي وأنا أقول للنوم في أحد الفصول
الحمقاء ..بإنه كائن متمرد على ذاته وذات فكرة وجوده ..وهو مثالا للإمبريالية /
ومتعصب ضد الاشتراكية ..ومنقادا في بعض
الأحيان إلى سلوكيات الرأسمالية المتناثرة
حولنا ما بين الشفق والقدر ..وقاب قوسين او أدنى من خشبة الحياة ..
إن النوم ..هذا البغيض المأفون ..ينحدر من سلالة الوهم /وسلالة الوهم .هي أحد الرموز المذكورة في
الاوذيسة ..لهوميروس ..
هي سلالة نرجسية الطابع / أنانية الكيان والتصرف ,,وتتكاثر
كالبعوض . او لنقل بحجم السرعة التي يتكاثر بها قوم يأجوج ومأجوج ..
وبطبيعة الحال ..فهذه الطريقة في التكاثر.. تعتبر ..من
الكوارث المخيفة ..وربما نستطيع ان نلامس عجائبها من خلال المعاجم المختصة بسلوك
الحشرات- وخصوصا البعوض والصراصير والبق والوزغ ..إلى حد ما ..!!
كما قلت لنفسى
في أحدى الليالي الماطرة بعنف وبقسوة ..
وتحديدا في
حالة تثاؤب ..وحذائي فارغ من قدمي ..
( النوم / هذا البرجوازي اللعين ..الرافض لفكرة أن
استيقظ في داخله ..يجيز لنفسه إرتكاب الحماقات ..وما يجيزه لنفسه
لا يجيزه لي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليقات