الأحد، 1 أغسطس 2010

الرمزية حمار الشعراء الجديد.




( الرمزية حمار الشعراء الجديد.) منشور في جريدة الشبيبة

بقلم / عبدالله البطاشي

نطالع بين فترة وأخرى..التصاريح النارية لبعض شعراءنا حول توصيفهم للقصيدة العمانية النبطية..وكم نشعر في بعض الأحيان برغبة في الصراخ لإسكات هؤلاء والتمعن قبل الولوج إلى ملا يجب ولوجه بسذاجة ..قبل عدة سنوات وفي أحد المنتديات الإكترونية الخليجية كنت أطالع قراءة إنطباعية لاحد شعراءنا لقصيدة لشاعر آخر من شعراءنا في الساحة العمانية..وفي خضم إندماجي مع القراءة وحيرتي الشديدة بين التنظير المقحم والعبارات والنظريات الخارقة ..لفتني بين قوسين نظرية عجيبة من نوعها في ذلك الموضوع ..حيث شعرت بان ما اقرأه شيء يبدو مألوف .فبدات التذكر حتى توصلت إلى اني أمام نظرية للمسرحي المعروف كونستانتين ستانسلافسكي .الدهشة ليست في ذلك ..وإنما في الطريقة التي تعاطى بها شاعرنا مع نظرية ستانسلافسكي والتي تتحدث عن التعبير الجسدي في شكل المسرحية المعتمدة على البانتوميم ( التمثيل الصامت ) ولكن شاعرنا لا ادري كيف ربط التعبير الجسدي بالتعبير من خلال الصورة في القصيدة الشعرية التي يقرأها إنطباعيا من خلال ورقته.فصعقت وقهقهت بأقصى حدود القهقهات .وكانت حالة ومضت.ثم توالت الثيمة ذاتها في قراءات البعض من الشعراء العاشقين للظهور كأساتذة .أحدهم يزج بـ (سارتر ونظرياته) ويتفنن بل ويفرض الإلتقاء بين ذلك والصورة المجازية الذهنية البسيطة في القصيدة الشعرية وآخر يعشق في أن ينقل توصيف (هيجل ) للنصوص الادبية المتعلقة بالراوية والنفس الانسانية الحاضرة بأبعادها الثلاث .ويقرأ قصيدة نبطية من صفحة واحدة لا شخوص فيها ولا يوجد فيها ما يحتمل ذلك بسذاجة غريبة . وأخرى وعبر الأثير تتغنى بالرمزية وتصف شاعر دون آخر بتموسقه الفينان في القصيدة الرمزية التي يكتبها .تارة تقول الشعراء الرمزيين وطورا آخر الشعراء الرمزيون ,,ولا ندري هل هي تقول رمز أو ترميز ..وأخرى لم تبقي على مقدمات الكتب المتعلقة بالرمزية إلا وسطرتها في مقالات وقراءات نقدية مزعومة حول قصائد الشعراء..وهات يا تنظير ..وهات يا سفسطة الإدعاء والتشدق..بيد أني لم أتوصل غير انه لا أحد يفرق بين الرمزية والرمز كمدارس ومذاهب ..بل هو يتخبط..كمن به مس يسعى به فرضا مفروض على الساحة والظهور..وثمة أخرون يمضغون الرمزية وانهم معشر الرمزيون ..وفي رواية أخرى وعلى لسانهم ( معشر الرمزيين ).هنا يتضح التخبط في مفهوم هذه المدارس في ذواتهم وعقولهم الباطنية .وكما يبدو هي عقدة اللاشيء والنقص و بانه الطريق الأوحد والأبسط للتسلق والظهور.

على شعراءنا ان يكفوا عن تصديق الكذبة السخيفة ..التي تم الترويج لها بفعل ساذج ما ..وعليهم ان يوصفوا القصيدة النبطية العمانية بتوصيف دقيق..فمن وجهة نظري أرى بان القصيدة العمانية ليست رمزية وإنما السر يكمن في انها قصيدة تتعاطى والمفردة التي تناسب هذا العصر ..وانها قصيدة طليعية ..قابلة للقراءة بعد عشرون عام من الآن وهي قد كتبت قبل عشرين عام من ذاك المستقبل..ولا يجب الإنجرار وراء التوصيف الساذج لبعض المتلحفين بالتغريب عن كنه الشعر وكنه القول الدقيق.. بل ولا يجب ان تكون الرمزية الحمار الجديد الذي يحمل اسفاره مدعين ومتثيقفين ( الشعر) .

فعلى هؤلاء .ان يكفوا عن دفع البعض من حولنا للضحك على قلة وعيهم .وثقافتهم وعدم إلمامهم الكامل للمدارس الفكرية والأدبية .بل وعليهم ان يثقفوا أنفسهم جيدا ..قبل الشروع في التنظير المعتمد على سفسطة فارغة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات