الاثنين، 30 يناير 2012

{ التي قصمت ظهر الأسد}



إستهلال 

بين الظلام/
وخفوت النهار / سابقا
أنسل / عابرا إليها
ثم
أعبر / الأزقة / وهي بجانبي
السواد الذي تحت عيون عطرها
أوحى / بأنه عبور الدهشة الأولى
لم / تكن /
 كالياسمينة التي قصمت ظهر الاسد

شيء من التوجس

أوااه / يا هذا الحنين ..
يا مطر السفر البعيد../
القادمين هناك/ للعبور /
 للتريث / للبكاء
الذاهبين هناك/ من العناء /
المتناقضين ما بين الأرض والسماء !!
أواه/ يا مطر الشوق/ يا ذلك الفجر البعيد/
الممتطي / شوقي /
 بين كثبان أحلامي /
وروائح الياسمين

مناجاة الألم 

يا غبش الليل/
 المبرقش!!
يا طاحونة أهوائي
يا إستلابات أحزاني / ورماد الشمس
يا حب/
يا دمدمات الطبول /وغناءات الطيور /
يا بحار الوحدة والشوق ..
يا صوتي المنبوذ / \

المحاولة الأولى / للعبور

أحن / وأصرخ / وأطارد عيون الليل/ أعمى
أتعكز/ مشلول الفؤاد/ مجنون..
يبحث عن الثريا / في داخل/ عيون/ العابرين!!
يبحث عن شوكة / قصمت / ظهر الاسد
يبحث / عن راحلة تحت المطر..
وشعرها / كالأقحوان /في شباك الربيع
كالخزام/ في زغاريد الصهيل
كالأطفال / كالنساء/ وكالرجال
يبحث / عن ديدن الأشياء / كهلا  وضيع.
يسترق العيون العابرة في الخفاء..
عله يجد الياسمين يطير كالعصافير .

حالة إندهاش

مظلم هذا الزمن/
قهرً/ هو / حينما /
 يجعلك ترى بأن الحُب ملعون
حينما/
يجبرك على أن ترى الياقوت في جسد
المجذومون
يتلذذون/ ويضحكون
ويتناقلون أحاديث الياسمين المبعثر
وأنا/ وديباجتي / نسترق السمع
ونضيع/ نضيع / نضيع

أحاول أن أهرب 

وأهرب
ونهرب
ونعود
ونصرخ
ثم / هنا/ وهكذا
لا زلت أصرخ
أبحث عن ياسمينة قصمت ظهر الأسد
ثم/ هنا/ وهكذا
أبحث عن / صوت يأتي كالحياة/

على فراش التعب 

كالخيال
كغلالة لازوردية
كزهرة بابونج
يعانقها ( اللافندر)
كماء الورد
كالشوك
كرحيق الجرح الصغير
كالريح
كالمطر
هي تلك الياسمينة..
قصمت ظهر الأسد

العودة

.........................................
.........................................
........................................!!
خارج التغطية




عبدالله البطاشي
2007

.....ما ء



أيها الأنا / المأفون لرغبة بقاء / سرمدية..بلهاء ..
 تخرج من الليمان/
 لتعود إلى الليمان..
وتصرخ أأ  ...أأ  ......ماء 
 أريد ماااء
تستلب من قصاصة فكرك/ نزق / الشوق..
ومدية/ تنحر  بك/ 
ألف ألف شهيق..
إلهي/ ليتنحى ذلك القدر عن طريق البصر..
ليرتد البصر إلى مقلتين الغريزة/ صامد..
لتأمر(  بكن فيكون.)
طلائع طوابير هذا الشوق العارم../ بالتوقف ..
والعدول عن تأريث هذه النار الجاثية على كنهي ..
ضجيج/ شهوة الشوق/ 
للبقاء..ماء..
ضجيج....ماااااء ...وإنشطار/ يهدهد العشب /
 في كوامن الغريزة../ النداء/ النداء 
للمرة الأولى/
 يتحول الأنا في داخلي /إلى ميناء / عناء..
فيصرخ/ يصرخ/ لتتحطم التماثيل بين جنبات فؤاده..
نداء/ يأتي من أغوار الكتمان!!فيأخذ في إستلاباتي
 / ومن الوهج/ تراتيل ..
إلهي/ 
رغبة التشظي تبدا من خطوة تقود إلى الوهم
وسلم/ يقودني / يقودني /  بلا تعقل / يبرقش ضمأي
 ويستر/ جبهتي المارونية!!
أرغب في ،،، مااااااء ...
أرغب في أن تمر بي رعشة/ تمسد / لي / الصخر مااااء
أيها الذاهبون  إلى حتفكم..تميزوا الألوان الكاكية من سواها..
دعوا بصائر القدر تركع تحت طموحكم../ لا للنهوض..!!
فليس القدر إلا / سحابة أرق ..
وليس النوم/ ليس النوم/
 إلا سحابة أفيون/ تقودكم إلى حتوفكم!!
تخيروا/ سلسبيل المنافي /فزعا/ وثورة / وحتفا 
 وبعثروا على ياقة قفطان الوطن أمتعتكم البالية..
أيها المساكين/ الذين يداهمكم التعب../ الشتاء
أغفروا خطاياكم القديمة../ أغتسلوا من بقايا بقاياكم
صوموا للجبال/ كما هي تصوم / عن السقوط..
ذنوب / وما اكثرها ...
حاشية المتاعب لا / تذهب .
وما كان/ قد حدث في صدري هذا الإحتراق ..
إلهي/ ما تجرع الموت في داخلي / نزق الحياة
ليأخذني من على جبين الأفق/ جواب آفاق !!
ما تشبث / الهواء بمزمار فمي/ كائن اخرق ..
ما كان ....ولم يكن/ ولن يكون ,
قاب قوسين او ادنى/ من العشق الألم !!
ويولج الليل في النهار/ ويضاجع السكون بالسكون..
أرغب في .......ماء ..
أيها الصراخ الذي لا ينضب ..
لم يكن الليل / سوى / ذلك الشعر  الطويل..
ولم يكن النهار/ سوى ذلك الكائن في  وجنتيها..
وبين إصفراري/ ولمعان الوجع..
بين الحضور وبين الذهاب 
تبث الغصة من ثغرها الصغير/ أغاني..
فتترنم/ بها .. سحابة عابرة / ثكلى 
إلهي ..جثت في داخلي لعنة قديمة..
فقبلت لها يدي../ ويدي قبلت لها الصولجان..
ما هكذا / ورثت الأوجاع مضاربها هنا ..
ما هكذا ورثت القناعة / ضحكتها 
أيها الأنا الشقي/ وكأنك / 
 تخرج من الليمان/ لتعود إلى الليمان..
تستلب في قصاصة فكرك/ نزق / الشوق..
ومدية/ تنحر  بك/ ألف ألف شهيق..
وبكائية/ يعلقها لك المدى في رقبة عنفوانك..
أيها الأنا / الشقي / يراودك الخنق عن رقبتك..
لأول مرة / تكتشف / ركاكة العشق..
حينما/ تصرخ/ وأصرخ أنا  معك/ بائس..
وأرتمي بكل جبروتي/ وقامتي ..
بكل أوزان الصولجان في يدي..
بهتافات الرمق الازلي / 
بهتافات أبراج  نفسي العاجية ..
أشتاق / لـ.......ماء 
أشتاق / لــ    ...ماء ..
تبا لك / يا عطشي الملعون...
أيها الأنا / المأفون لرغبة بقاء / سرمدية..بلهاء ..
أن تصرخ/ ويعود إليك الصراخ/ هباء ..
فهذا يعني بأنك/ الظمأ


عبدالله البطاشي 
2008



إلى جسدي الفيزيائي المتعب


الى جسدي الفيزيائي المتعب 
الى حيث لا احـــساس
الى حيث لا شيء 
الى حيث طارت الريح ووقعت 
أهــدي باقة شوك ..وباقة جمرا ملتهب 
====

قبل كل شيء

في مخدع/ تعودنا  النوم فيه 
 في ضيافة ألق من اللازورد
تحفنا النسمات ../
 العنادل والضحكات
غرقت في شوقي لها  وهي معي 
وغرقت هي/ في بواعث غريبة 
ممتشقة سيفها التاريخي المذكور 
تمتطي صهوة غباءها المرغوب 
ولم يكن سواي أنا المنكوب
لاأعلم من أي عدم قد انبثقت أحاسيسها
فتنة عائمة على صدري / ولكنها خائنة
جميلة كبهاء القمر ..ولكنها كاذبة 
وأحسست بان القلب قد توقف 
وبأن شيء كمزلاج باب يسحب 
في عنقي ..
انني أموت ..وهي لم تستيقظ 

العــنـــــجــــــــهيـــــــة

تحول سريرنا الربيعي الى أرضية صلبة 
قاسية ،، جاحدة ,,, ملعونة 
وكنت فعلا أموت ..
وكان الموت صديق وفي ..محترم 
قال لي ..تماسك ..فهي لن تستيقظ!!
هي غارقة في ملذاتها القادمة 
وهي الآن تخطط لصيف جديد
وانت لم تعد لها سوى حديد
وبالرغم من أن غدا سيكون العيد
لم تعدلها ..وطن / ومراجيح عذوبة
لم تعد لها كصهيل النفس اللذيذ
وبرغم انك وفيا ..ومخلص..
عزائي مقدما ..
فأنفاسها لم تعد لك / باعتها / سربتها
هل أنت مخلص ؟؟؟
اذن فالموت لك ..
تنفس بعمق ..تلوى ..واسعل بقوة
فهي لن تستيقظ..
قالها الموت ..وشعرت بخمول ..
أوصالي مترهلة ..
وغارت عيوني في محجريها متصلبة
لم يكن سوى الناقوس الأخير ..للحكاية ..

حكاية جسد 

انــنــــي أمـــــــــــوت 
حاولت أن أغير فكرة اني أموت 
ولكنني بالفعل أموت 
كصوت صفارة قطار يقترب 
وأنا الراحل الجديد ..الى العالم الآخر
كالماء البارد / ..كمنديل رقيق ..
كانت روحي تنسحب من بين العظام والضلوع
كانت أنفاسي كقنديل متوهج
وكنت كما كنت ..فعلا أموت ..
والريح تزأر من حولي 
والأرواح المزهوقة تناديني 
تصافحني / تطلب النفاذ الآن 
ومات أكسير الحياة / الوجل / المشؤوم
آآآآآآآآآآه ..والعــــــيد غدا

الــــــــرحــــلــــــــــة

وصلت الروح الآن الى مستوى الصدر
وهي تمشي كسيرة /..متعبة /..حزينة 
لم أشعر وقتها بالاجزاء الاخرى 
فقط كنت حيا من صدري وما فوق !!
وهي ../ الروح ..تصارع الطوق ..
تحاول الهرب / النجاة / بلا حياة 
وهي // ..من تنام بجانبي لم تستيقظ!!
وانا من أحتضر بجانبها .. أرحل 
وبعد صراع الروح مع بواب ( النفس )
خرجت ..وانا هي الروح ..أخرج معها 
كأنني أنا ..وكأنني أولد 
عانقت سقف المخدع المأفون 
رأيتها ما تزال نائمة ..
والعيد غـــــدا قادم بعبائته المخملية
ورأيت جسدي بجانبها هناك..واجم ..منتفخ
وخرجت من سقف المكان 
عانقت السحاب ورأيت كل المكان 
وكأنني لم أكن أبدا انسان 

الأحـــــــــــــــداث

وطرت كطائرا ..غريبا..لا يعرف المكان
بلا نجوم ..بلا شطآن ..بلا قمر 
شباك على تخوم نظري مفتوح
ودخلته مجروح
فاذا بوهج متوهج ..شعلة شمعة وليست بشمعة
شيء خلف الزمان والمكان ../ لطيف / جميل 
يقرأني المحبة ../ عناق / مواساة / بكاء
فقال :: ان الجسد لا يساوي قشة في بحر 
ولست الوحيد الذي خدعه النهر 
الأنهار كاذبة ..وليست صافية 
يشرب منها الجميع ..ويطوف بها الجميع

النــــــــــــــــــهــاية

كنت كما تركتها نائمة على جانبها الأيسر
مسترسلة في أحلامها القادمة / الجديدة
هناك حيث لها أن تغير الأجساد
وكنت ../ أنا ..هنا حيث روحي عبرت السماء
وطافت بعد أن مسح على رأسي ذلك الحنان 
حنان لا يشابه حنان الحياة 
رحلت بعيد ..كطائرا غريب 
أبحث عن مرافيء اليابسة الجديدة 
وعن عش جديد // طاهر // مخلص 
وتركت لها / لهم / تلك الحياة العبثية
وهي لا تزال نائمة ..وفي أحلامها غارقة
والقحط من حولها يقترب 
وهي تدري ..ولكنها راضية 
وسحبت روحي ..وبقيت روحها / 
وماتزال نائمة ..
تظن بأن جسدي الفيزيائي // مازال ينبض
وبجوارها ينام مخدوع ./ مكسور الكرامة 
وهي لم تدري بانني قد مت  
ولم تشعر ..
وكيف لفاقد الشيء أن يعطيه ؟؟؟ّّّّ!!!!



عبدالله البطاشي

السبت، 28 يناير 2012

{ المــجد للشيطان معبود اللصوص }



اللقطة1
يولد الأنسان كالزواحف / ثم يتلعثم بالنهوض / ثم تشتد أوصاله كالألواح /
سحقا لهذه البدائية .. و اللعنة على سفسطائية الورقة والقلم 


اللقطة 2
دخول منفرد على سدرة التخمة / فينبت إسترسال .. على مدى البصر/ والشمس غافة عجوز / ظلالها الصيف الملتهب / والليل وحش جائع / يسبر أغوار المساكين و يعبر في ( بانتوميم ) متقن .. رقصة الشبع المزعوم / يالهذه البشرية البدائية / لازال الرعاة يتجمعون حول النار / يحتسون النبيذ / فيصبح الصراط المستقيم بين ورقاتهم.
ترى ..هل ستجف البحيرة المزعومة في كتب التأريخ ؟


اللقطة3
بوابة الشياطين قد كـُسرت أقفالها / كسرها اللصوص..
اللصوص / حشد من العروق / مهووسون بالزحف/ صلواتهم تراتيل مقدسة ..تدق بمسامير الخلود على جدران التائهين / الباحثين عن خبزة / عن حصيرة يجلسون عليها ببقاياهم / واللصوص / يحرصون على ان تكون صلواتهم جماعية / والأضواء تحيلهم إلى شرفاء / و الوحي يصاحب أدمغتهم في كل لحظة / عشقهم إنتزاع كل شيء / من أحشاء كل شيء / أي مصيبة حمقاء / تتعثر بتلابيب الكلء / فتمخر عباب المحيط الأخضر بدونية بلهاء ؟


اللقطة 4
السدرة الغناء / وارفة بالضياع / لأغصانها طمأنينة / وللعابرين تحتها / أشواك /
وبقايا الكحل المسروق من أحداق الفقراء / يتحول مع الايام إلى سجادة هلامية /يا إلهي ..كيف لهذه الرأسمالية البشرية ان تنسج في الظلام نسيجها ؟
هل سمحت للشيطان أن ينتصر ؟
أم أصبح الإنتصار للشيطان صيرورة حتمية ؟


اللقطة 5

صفير الشمس الصفراء / والرصيف القميء / وتعملق الشارع الصغير / بجوار ( الدرايش ) العتيقة / حيث ملتقى إستراحة تقزمت بين ظلال الشذرات الشفافة /
تجسد الأمكنة المتكظة بسعال القيظ / هنا يتأوه المكان / يتناسل الإضطهاد من مثلثات القوة / الخبزة يا سيدي ..أصبحت حكاية أسطورية / ليس للصوص ..وإنما لمن زركشتهم الأزمنة في لوحات الرصيف .
أتسائل عن معنى ذلك العبور المزعوم..هل بدأ ؟ أم قد حان وقته ؟


اللقطة 6
إنتشاء بحجم الزخم الذي يقارع الجوع / أرخبيل الفاقة يمتد هنا وهناك../ فيبقر بطن الزمن/ ويفرغ الصدأ على حواشي المتعبين / أيها الممتطي عربتك بعيدا بمحاذاة الرصيف / تلفت هنا / حيث الهياكل البشرية / تحدق في ( صرمة الرطب) بإنتظار مالايجيء / قل لهذا الليل أن ينجلي / دعنا نغتسل بالماء في يوم الماء .
يا إلهي ..ما معنى الموت قبل الموت المكتوب في اللوح ؟


اللقطة 7
السرادق الممتد نحو العتمة / يحرض على النوم في لحظة إستيقاظ / سفينة .. ثم الجموع ..وبعدها جفاف ..ثم السخرية ..وبعدها ( القشة التي قصمت ظهر البعير )
يا إلهي .. قل لهذه الأرض أن تغرق / فلماذا يبتهل اللصوص / فتجاوبهم السماء بالرأفة ؟


اللقطة 8
نعلق السفر على مشجب الرحيل/ نحزم الأمتعة في حقائب الوداع / نتقيأ الصبر / نتموسق مع الإذلال / نتموضع بين جنبات العفن /نعصب جباهنا بإقمشة الغربة / فنتاكد بان التذاكر منافي .
نبحر في زورق الأعباء / نرفع صواري المواجع / نجدف بمجاديف البكاء / والميناء التي نشيعها وتشيعنا / تبصق النوارس في لحظة إستحقار / نسترق السمع في من بطون الليالي / فتطاردنا شهب الجروح .
من سمح للأرواح ان تصبح كالجن في ساعة غضب؟


اللقطة الاخيرة
البين يحفز على الحب / والشوق طاقة أبدية / و الحنين قناديل لاتنطفيء / و الإنجذاب نحو الرحابة غريزة بهيمية / البهيمية عصافير تولد في كل لحظة / رغم كل شيء / أصبح المجد للشيطان .
أيها الشيطان ..سحقا لك ومن هم على شاكلتك.






عبدالله البطاشي 2 ـــ 7 ـــ 2009
__________________

{ الليل ..والأرض ..والفاتـنة } جـــ 1


أستوى الليل على أريكته السوداء المخملية / وأذن بتسريح قطعان الظلمة الدهماء / 
إلى مروج السماء / وبساتين الكواكب المتناثرة / وحقول المذنبات الخرافية /المأهولة بكائنات الفضاء
ودعى إليه الندمان / فريقت في كؤوس المساء / خمرة الصمت /وداعبت الرياح الأربع / لب الزمن بالنشوة../وثملت الإتجاهات /
وإنتشى الزمن / ورقص المكان / وأخذ الجميع في المأكل والشرب 
كان ذلك في أحد القصور المنشأة في حواري السماء و أزقتها ..هناك / حيث لا وقت يحكم الوقت /
وحيث لا يصبح التفكير لمجرد التفكير / قاب قوسين أو أدنى من التفكير ذاته ..
وحيث الجنبات المتموضعة بين كنف الغسق ..والسجاد العسجدي المنسوج بخيوط الشفق ..
والمطارح المطعمة بالنجوم
بل إلى حيث ما يحيل السواد / إلى لوحات فسيفسائية مغسولة بألوان القتامة..
أينما نظرت / وذهبت في خيال وخيالات /تناثرت بين حجرات عينك بنات النجوم الفاتنات
يمرحن هنا / ويرقصن هناك / غارقات في الغناء لحظة / ويشملهن الصمت لحظات
والجمع بين ذاك وذاك / يسيلون كالماء في أخدود متاهة من العظمة 
ومضى العدم بذلك إلى ما قد مضى به

وأما الارض ..فقد إفترشت نفسها ..ونامت على جسدها ..وتغطت بأعشابها
وزرع طائف من الأحلام فوق منحنى جفنيها باقة أزهار تسكب عطر الاحلام في تؤدة..
تحرسها هالة من الفوضى المرتبة تارة / وشآبيب النظام الزمني المعقد طورا آخر..
وتهب بين الرواق الذي يفصلها عن السماء / ريح هلامية / لا ساخنة ولا باردة
مأهولة بالطيب العاشق للعدم / وكان ذلك ما كان للأرض ..!

وأتى ما سوف يأتي لكل ذلك التجلي السامق /والإمتداد السرمدي المسبوك بالدهشة
والممشوق بإضطرام اللذة الأبدية / والخيال المحنط في داخل إهرامات الوجود
حيث أنعقد لسان النهر / بغتة / بلا ميعاد/ ولا إنعقاد مسبق لفكرة أن يصمت!!
وبرزت الفتنة العائمة على جسد أنثى ..تختال في ثوبها الأثيري ..المغسول بماء البيلسان 
المطرز بإبتسام زهور ( الليلك) ..تتمايل حولها الرقة / تنساب بين خطواتها أسراب من اللذة /
ويزفها إلى مآلها طائف من الجمال / ينفث بين جنبات روحها المنتشي / زفرات وزفرات
ويؤدب الحشائش التي تعترض خطواتها / ويجبرها على الإنحناء / فتنحني الحشائش وصغارها ..
وهي ترمق العابرة فوقها بعين الذهول / ودهشة الإنبلاج الغريزي المسكوب في الأفئدة 
فبعد ثمة / وأغنيات ...وتغنج / وعبارات ...

تفترش الفاتنة العشب الأخضر .../ تخلع من عليها هالة القماش المبرقش ..بالعذوبة
وتجول بمآقيها هنيهة وهنيهة !! ...تسبح في لجة الهدوء العابق بالهدوء 
لا يعكر صفوه سوى صرخات بنات آوى !! / وعرائس الليل الملائكية 
وضحكات عشاق تتسرب هنا وهناك / وكان لها ما كان .. وكان لي ما سوف يأتي !!

أجدني ..من وراء سنديانة عظيمة ...أرمقها بنظرة / عبور الدهشة الاولى /
لا علم لي بماهية حضوري / وانى لي بمعرفة أين انا ؟
لا ارخبيل يصنف / ولا واحة غناء / ولا خاطرة كتبتها في ذات ذات..
وأنى لي بمعرفة ماهية الفاتنة هناك / أكانت أنسية / أم جنية هربت من عوالم اجدادها !!
فبقيت / أشتعل / أتحرق بالإقتراب ...بالإمتزاج بتلك البهية المبجلة على أعنة العشب ..
فبقية ثمة أسيل على ما بقى من لبي / الفكرة تلو الفكرة / الكلمة تلو الكلمة / الصمت تلو الصمت
فأنسل مع الحفيف / وأقترب / مع الإقتراب / وانكمش في كل خطوة ...
ويخرج الهواء من كبدي كالسعير المضطرم ...
كبحر لتوه يمتليء بالصخب / فيغرق بين حناياه الجواري المبحرة كالأعلام ..
وتنبثق بين جبهتي ألف عين / كلها تسابق بعضها للفوز بقطعة من مفاتنها /فتبث من بؤبؤها نظرة إنتصار 

فدنوت ..ودنوت / أمني نفسي بقبلة / اعود أدراجي / بعدها عاشق..
وامهر هذه الفتنة العائمة على برانس الورد / بمهر قدره ملء قلبي /
نظرت ..نحوي مشدوهة / صرخت الفتنة بهلع من مآقيها الحذرة الوجلة ...
وصدم الجمال المتعلق بأطرافها 
وأنا ..لم يدر في خلدي..ما سوف يحدث /ولكن الحدوث الذي لم أتورع عن التفكير به / وفيه..
أستبقني / مسافة ومسافات ...ورمقته يعدو بعيدا ..
فلم يتبقى لي فعل..
فالحدث قد هرب
فبدون حدث ..يتوقف كل شيء
فتوقف كل شيء 


عبدالله البطاشي يوليو 2009

{ النهار .. والشمس ..والفاتـنة } جــ 2


النهار .. والشمس ..والفاتنة جـ 2

هرب الحدث في ذلك المساء .. وبقيت أنا / على مشارف الوحدة ..أنسج الهدوء وينسج الهدوء معي العتمة /
والدهشة تمزقني ..وقهقهة الحدث الهارب ..لا زالت تبعث من خيالا تها إلى مسامعي ..صهيل الغدر وحيثيات الإستهانة واللا شفـقة …
ولا زال الليل ..يحتفل …والنجوم / الجواري ..تعزف سمفونيات الضوء المتراقص بين الظلام..كإنـبثـاقات صغيرة ..مارقة بين رداء أسود !!
أمد ..يتناول الأمد…وإبحار مكثـف / أمخر به عباب الصمت المشرئب بقامته … ..فتحسست ذقني الذي حولته اللحظات إلى
 ( ثـلج أبيض)..
وما هو البياض غير سجادة تـفـترش النفس في حالتين / في الحب وفي البغضاء …!!
في النوم والسهر .. في البكاء والضحك ..في الحنين واللا حنين …

ونازعتـني خلجات وخلجات .. وخنقـتـني مرارة وحسرات ..
ووددت لو أتحول إلى شؤبوب يمتزج روعه بروع الفاتـنة الهاربة ونتجسد 
في بانوراما مائية عذبة زلال ..نحلق في بساتين الأبد ..نطعم ونشرب ..من خوان القدر .. 
وأعلنت التأبين ..في رواق الشرايين …وتدلت في ردهات العاطفة أغصان الوجد..
وبقيت هناك..لا ألوي سوى على الإنكماش ..في قرفصائية طفولية ..بائسة ,,
وهناك ..حيث الصعود إلى عنق الضياع …يمتطي بي صهوة الضياع ذاته ..
وجل .. أتحرى الحفيف الهارب مع هروب الفاتـنة .. وأسترق السمع من بين الأيك
الملتوية على ضلوع الغابة المسكونة بالدهشة .

هناك حيث الطواحين الميتة ..أرى الضباب..ومن خلفه صغاره ..يعبرون إلى حيث لا شيء ..
هي هنا ..الوحدة التي عادت ..لتستـلقي على كوامن العتمة التي تستعد للرحيل 
كل ما في الأرجاء يحرض على البكاء..
فتعالى صياحي / وأستولت الحشرجة على أجندة البوح في قلبي..
فركضت ..هنا ..وأشبعت الأمكنة بالركض هناك..
إحتقان ….أرخبيل يمتد بين جنباتي .. ( فـتعـشوشب ) الدنيا حلكة ومرارة ..
وأنى للمعذبون الراحة في حضرة العذاب ..وتجلياته..؟!
وأنى للحب الذي راشه القدر بين ضلوعي أن يصمت..؟!
وانى لغريق مثلي / برمث يحمله قبل ان تزاحمه الأقدار بالموت ؟!!


أيتها الزنابق العائمة ..أيها الضباب المحقون بالرحيل ..دائما …
أيها النزق السابر لأغوار الحقيقة التائهة ..أيتها الإختـزالات القادرة على كل شيء..
الرأفة ثم الرأفة ثم الرأفة .
ثم ..لا احد ...فقد أسمعت إذا ناديت ميت !!!!!!!!

وهكذا ..عزفت الغربة مزمارها من جديد ..ورقصت الغرائبـية في كل مكان
إلى أن / أنبعث صوت الصور القابع خلف الجبال البعيدة ..ينذر بما هو آتي ..
فـتـناثرت عناقيد الضوء تحت السحب ..
وشرطـقـت من الأفق شرارة ..ثم تبعتها أخرى ..
وقرعت طبول الرهبة ..تنساب كإنسياب المطر في يوم ماطر يجتاحه الرعد ..
وبدأ الاحتفال السريالي / المكتـنز بالألفة ..يسمو رويدا ..فيشق كبد السماء
برقصة يشوبها الحذر..يتعلق بمآقيها إنبلاج الهدوء ..
هو ذاك.. ألق النهار ..يريش الآفاق بسهامه ..فيحرق جبـين الأشياء ..
وفتحت ابوابه ثمة ../ فتجلى - هو - بثوبه الفضفاض ..يمتـشق رمحه الأصفر
فذرع العدم ومن خلفه عرائس الهواء ..وعرائس الحقب الزمنية العابقة بالألوان
وأرباب الغلالة السرمدية الغامضة الغموض أبد الآبدين ..

فأنتـشى ..وجعل ينظر إلى صفيته الشمس..وهي تحرث كبد الدنيا ,, وتتمايل 
على مداعبة إبتسامته المزدانة بالصفرة ..يحدق في جسدها المرمري القزحي ..
ويرسل إليها من ثغره الجميل..قبلات وقبلات .. وزفرات وزفرات ..
أردت أن أبتهل إلى هذا النهار المزدان بطيلسانه ..
وبهوة حضوره ..
فصرخت ..صرخات ..وترنمت بترانيم وترانيم .. وسكبت من عيني خمر العذاب على ظل هيبته ..
فإستشاط وأزبد وأرعد.. / وساءه أن يكون للوجع مكان في إشراقته على حقول الدنيا ..
…وزلزل المكان ..ولعن الحب لعنات ولعنات ..
فجيء بي إليه … فغمرني شعاع تاجه والدرع الذي يغطي صدره .. بالألق
فتنفست إحتراق ..وتجرعت شهقات وشهقات ..وتلبسني الهيام ..فشكوت ..وصبغت قصر النهار بشكواي ..
فأحتفت الرقة الخارجة من هيبة النهار / بي / وامر بالبحث عن فاتنتي ..
فأصدر ( فارامانه ) إلى حبيبته الشمس..وامرها ان تخترق بخيوطها الأغوار .. والغابات ..
والبحار والمحيطات ..فتتبصر مكان تلك الفاتـنة الهاربة …
ولا زلت إلى هذه اللحظة …أسكن هناك…بإنتظار الشمس وما سوف يكون إليه مآلي.


عبدالله البطاشي 
2009 

{ الصغيرة التي طـلت من شباك الحلم }


{ الصغيرة التي طـلت من شباك الحلم } 

توطــئة

أنت تنام/ فهذا يعني بأنك تدخل عالم الأرواح
أنت تدخل عالم الأرواح/ فهذا يعني بأنك ميت ....
هب بانك لم تستيقظ ..
هذا لا يعطيك الحق مجددا/ في قبول الفكرة أورفضها ..
وهب بان ثمة شخص يطل من شباك منامك..
يقينا / لن تستطيع رفضه..
ربما تصبح الأحلام..وسيلة إلهية / ليتعرف المرء على / أرواح مشبعة بالصفاء


حديث الوسادة 


الليل جميزة كبيرة /الأحلام / ظلال هذه الجميزة ..الجميزة أزلية الصنع /
وماتبقى من أرق .. يفرغه عقلك / الباطن تحت / هذه الظلال/ وتلك....
بعض الوجوه ..مألوفة \ وبعض النفوس / عبورها صدفة /
وبعض الأرواح/ تتشربك في النوم حتى ترهقك
أنت تحلم / فذاتك / قد فتحت الأحاديث تحت جميزة المخ!!
يا إلهي ..
تلك الصغيرة التي طلت من شباك الحلم ..
تلك القادمة على بساط الدهشة / تبدو بإنها تعرفني .. ثم /
أصبحت قاب قوسين أو أدنى من قلبي وأنا / لازلت / نائم .


ماهية الصغيرة الحاضرة 

الصغيرة التي طلت من شباك الحلم.. لم أراها ..من قبل..
حضرت على بساط الريح / تحفها زهور ( الليلك) ..
آيــــــة في الطمـأنينة ...آيـــة في التموسق المتناهي إلى منتهى العذوبة ومنتهى الرقة..
جاءت /وطلبتني للمثول أمامها رغم عني .. فأمتثلت .. /
طوقتها بذراعي / لثمت الرهفة في جبينها.. وربت على رأسها الصغير..
ثم ولجت الطريق عبر محجريها ,,ومآقيها ..فتعرفت على بؤبؤها البيلساني .. / المشرق..
والعجب/ هو ما حضر في ذهني وانا في حضرة جناب الحلم وفي اللحظة نفسها ..
وجدتني اكتشف ..ان ثمة ما ..يألفه فؤادي ..وهو مايلي:
ان البريق المكتنز في رقاقة / خديها... يتموسق / في ذكرى واحدة تحمل اللمعان نفسه..
بذات البؤبؤ / بذات الجفون / بذات الإتساع المجنون في عينيها..
قد حاولت ان اتموضع بين ممر العسجد الذي يشق فؤادها.. ذات مرة / ومرات ..
ولكن / لها قوة / تصد الارواح القادمة لتسكنها ..فتجفل ..كالخيل في ساحة معركة ..
ترى / ما وجه الشبه بين عظمة الحضور لهذه الصغيرة ..في الحلم..
وبين نفور تلك المتضخمة ( الأنا ) في واقعي الملتهب ؟


بانوراما الصغيرة 

شعرها ليل أسود/ موشوم / بالدهشة .. شفتيها / جنة مارونية,,\
ربيعها الصغير/ لا ينبت الزهر فيه / فـقط...بل / تـُصنع الأزهار في إنحناءته العجيبة..
رهيفة حد الرهافة التي ينساب الهواء من بين روحها
يتطاير الجمال / آيـــة / تحمل التراتيل على طارقة الحلم
مدت يدها / فصافحتها / ثم طبعت على ذواتي قبلة ..\فتراصت في قلبي / قبلات عذبة ..
لم اشعر ( بحيوات ) كمثل حياتها تحمل الوهج نفسه..
لم أشعر بذلك سوى مرة واحدة ../ ومع ( واحدة ) من بني البشر
/ متعالية / مضطرمه ..في واقعي المضطرم باللهب ..
ثمة قبلة / وددت بها ../ في ذات ذات.. من تلك المملؤة بالتضخم / والغرائبية..
ولكنها / تختبأ على بعد / فرسخ واحد من قلبي..
ترى ما وجه الشبه بين هذه الصغيرة في الحلم .. وصاحبة تلك ( الأنــا ) المتضخمة في واقعي الملتهب؟!!


حكاية الصباح


ان تستيقظ ..فهذا يعني بأنك / تعود للحياة البشعة.. للذوات الماثلة لأرق الضوضاء .. في نهار يوم قائض..
تعبث بمشاعرك..تختار قبل ان يمهلها الأختيار لحظة تامل / وجمال ..
في تشرين ونيسان وآب وما يرتبط بهم
تستيقظ ..او نستيقظ ..او أستيقظ / .احن إلى كوب قهوة سوداء سحرية ..
فتلج إلى نفسي تلك الفجائية المباغتة ..قبل قليل..
فأسعى إلى تلك ( الأنـــا ) المتضخمة ..
فلا تستوعب قدر الحلم ..من التوصيف ولا حكاية الصغيرة التي طلت من الشباك
فتشهق مجاملة / العرق الذي في جبيني
فتجرفني زوبعة من الضيق.. وأسعى إلى ليلة اخرى..وشباك حلم آخر.



عبدالله البطاشي
2009

( إسفكسيا الخنق)


( إسفكسيا الخنق)

المشهد الأول
نهاري /داخلي


لا..سماء
لاريح
لاشيء يذكر/ هنا / سوى اللاشيء
لاشيء/ يمر/ بين الهدوء /وبين/ الضجيج
الوجود/ والعدم / سيان
نحن هالة من خرافة / بلهاء 
نحتسي الخنق من الهواء 
ونستنشق الهواء من الخنق !!
لا نموت كالحيوانات..
ولا نعيش كالبشر
ولا ننام كبقية الكائنات ..
ولا نحلم إلا بالكدر / 
أهنا / تحلق بنا الشراشف البيضاء /
كحمائم الموت في يقظة الصغار ؟
أهنا / نسرق اللحظة من لحظة/اللحظات المتبقية في الجوار؟
أم / ياترانا / نتدثر بالشمس وأرواحنا / في الأفق متوهجة؟
الكثير من الأسئلة / تنتحر على أبواب هذا الروح!!

المشهد الثاني 
نهاري / خارجي


النزعة المجنونة / وليدة / قبل الولادة المتعسرة!
والماء / سراب / يعبر على كتف الصحراء..
والشتاء القادم من شتاء قبله......
يسجد في طريقه إلى 
الصحراء / 
يالها من صحرااااء ..
صحراء شمعة قديسين ذلك الزمان
وشمعة خنزير / صنع من الذهب..
وترانيم الموت على قيثارة الأموات الزاحفين على 
أتربة من لهب 
لامكان للحديث 
في عالم الإنبلاج المقرون بالنشوة..
ورغبة متهيجة / في إنتظار القادم من على قمة / هـــناك

المشهد الثالث
ليلي / خارجي

أيها الموت الذي أشتهيك …
تهجد باشواقي لك في معبر الصراط
واحملني على ظهرك/ أحمل قفل رقبتي..!!
وأتضرع للجحيم بشعلة توهج/ 
تخرج من بين أنيابها
كالصفير في لحظة / إحتلام 
وكالنشوة / في ساحة كلأ أبيض !!
فللريح / جسد / بض / يلتهب إغراء 
وللعشب/ أفخاذ خضراء/ مليئة بالشبق

المشهد الأخير 
صباح/ خارجي


لا ينام القمر إلا على هزيعي .......
لا تشرق الشمس إلا على كتفي......
أنا السحر/ المزخرف / ببيلسان الشروق ..
وأنا عربة الحوذي القابعة في جحيم الــ هنــــاك!!
أسترق الأخبار من / شباك اللحظة
وأصد الشهب الحارقة بقلمي..
وأصعد على عواء الليل / 
أحمل / غيمة / أنحتها كالحربة ..
فأرسلها في قافلة من القهر / والنار
وأحيطها / بحراسة ملساء..
فلربما بعد امـــد
يصبح الحلم / كالحبل 
وتتحقق النبوءة
ليسجل التاريخ 
حالة غامضة.. 
....إسفكسيا الخنق....

{ كان في الجوار ..كلب ينبح.. }

قبل الساعة الثامنة في اليوم الفائت..كان في الجوار كلب ينبح ..لا أعلم / سر هذه الكلاب النابحة بين الفينة والأخرى ..
أنا عائد للمنزل ...سحقا لهذه الكلاب
الشارع مظلم /تبا لهذا النباح ..
النباح يتعمد مرافقتي / في الخفاء..
الخفاء ..يستشري بين ردهات فنائي..
أحمل حبل ..الحبل رفيع ..أبتعته من البقالة الصغيرة في نهاية الشارع..
قلت للبائع ..أريد حبل..
قال : ..وما نوع الحبل ولأي غرض..؟
قلت ..لا عليك..ثمة نباح سوف أسمعه بعد ان أخرج من هنا,,
وانا احمل حبل حيث سأقول..تبا لهذه الكلاب ..!!
أعطاني الحبل..رمقني بنظرة إستهجان..
\ثم أشعل سيجارته ..أمام الباب وهو يودعني بنظراته ,,
كان ذلك قبل ان أكون في الشارع في اليوم الفائت ..وأسمع نباح الكلاب يطاردني ..وأنا قادم ومعي حبل..
الحبل الذي إبتعته من البقالة الصغيرة قبل قليل ..حيث رمقني البائع ..بنظرات إستهجان ...!!
دخلت الغرفة ..الضوء كان خافت ..أشعلت المصباح..أغتسلت / بدلت ملابسي ..وتثاءبت.
شعرت بدقات قلبي تتسارع / فـ نمت ..
في الثامنة والنصف ..جلبة تأتي من الخارج ..
الكلب الذي ينبح في الجوار / والذي سمعته وانا قادم من البقالة وقد إبتعت لي حبل ,,
صوته ..يتغلغل مع الضجيج ..
عربات كثيرة ..أصوات كثيرة ..الناس كالأشباح ..يتطايرون !!
وضعت على وجهي قناع أسود..ولحقت بالجميع !!
الأطفال / أرواحهم / تسابقهم إلى العراء السماوي ..النساء / يغتصبهن الظلام ..
الرجال / يزحفون على بقاياهم ..
لا أعلم لماذا يعلوا الصراخ بين هنا وهناك.أنا أعلم بان هناك صراخ ..الصراخ الذي يأتي ..انا أسمعه جيدا..
ولكن لماذا؟!!
أركض .. / قال لي ذلك الصوت في داخلي ../ قالها ..والكلب الذي في الجوار لازال ينبح ..
ركضت / لهثت / عطشت / ثم عدت أدراجي ..
لدي صورة قديمة لكائن بشري ..لمحته من ضمن الراكضين .. تذكرت..قلت / ساعود لنجدته
ولكن لماذا أعود ..؟!
ما سر هذه العودة التي توقدت بين جنباتي اللحظة ؟
قلت :ليذهب إلى الجحيم
هنا تبادر لي المشهد الذي رأيته..
الجحيم ؟!!
نظرت حولي .. ..لا يوجد جحيم..السواد يلف المكان فقط..ولكني قبل قليل رأيت فيما يرى النائم..
أنني أرى جحيم ..!!
وسمعت الكلب الذي في الجوار ينبح / ذاته في الحلم ..
عدت للغرفة ..نظرت إلى الساعة ..أنها تشير إلى الساعة ألف !!!
ألف ؟
كيف تصل الساعة إلى تمام الألف؟
حاولت الصراخ ..لم يعد في داخلي صراخ..أعني بأنني أعترف بالوقت الذي حاولت فيه الصراخ ..
نهضت ../ لم يكن ذلك النهوض بمعنى النهوض ,,\ولكنني نهضت أخيرا
شربت ماء / الماء ساخن ../ السخونة حارقة ..
ثم ...وعلى بغتة ..سقطت على وجهي أصابع عملاقة ..أحدثت دوي ..\
الدوي أصبح له صدى ..أعلم بان الكف العملاقة قد أرتمت على خدي..ولكن ........!!
استيقظت ..وكان الصمت يسكن المكان ../ أنا أشعر بصداع ..!!
ذهبت لتحضير قهوتي كالمعتاد..
فأصابتني الدهشة ../ وقفت مذهول / وصرخت بلا صوت ....
انا في غرفتي...غرفتي في المنزل..المنزل على سحابة ..السحابة بعيدة كل البعد عن الأرض
أحدهم قال : لنواصل الطيران..لقد أنتهى الآن كل شيء ..
ولكن .. مازال في الجوار / كلب ينبح.!


عبدالله البطاشي
2009
__________________

-----{مـلابس الريح / غابة ثــلج يابسة }------


-----{مـلابس الريح / غابة ثــلج يابسة }------

1
أتمنطق الوجل ..
أفترش السحاب / واغسل عيني من نافورة المطر.
أتوسد هسهسة مجنونة ..
ملابس الريح / غابة ثلج يابسة .
أو ربما أن الثلج كائن بلا لون ...
أو ليكن أسود ..والبرد هو الأبيض .المنعكس على رداءه .
أو لنقل : اليابسة إمرأة تشرب الرحيل في كل ذات ومكان .
أو على سبيل المثال / الرحيل إمرأة تعشق البقاء بين ردهاته .
زمهرير يكمن بين أغوار الشتات ./ والحقائق ..
2
كمدينة مهجورة ..
تراودني عن نفسها تارة ..
وطورا / آخر .. تتركني أسامر الجماد ..
تتحدث الأشياء كالنمل / فأفهمها / وتفهمني .
فتمكث أنفاس الحنين ويمكث الأرق ....
كــ شمعدان ..يضيء غياهب ( النهار) في ضوء ( الليل)!!
3
رائحة البحر ..ورقصات الامواج .
أيها الليل المأفون ./ أيتها الأزقة المسكونة بالنوم .
موءودة هي الأحلام / والآمال / والأمنيات ..
ملعونة هي الخطوات / حبست داخل قمقم الضآلة والشبق ..
غابة ثلج أسود ../ أو غابة ثلج أبيض موصوم بالحزن الأسود الموبوء.
أطاقية إخفاء هي / تصبح مباءة للعشاق والمغمورين في الشقاء .
هــ
همسات صاخبة ..
حشرجة موت .
مخدة على سرير الألم / وموسيقى الصمت / ولوحات القلق ,
وعيون الوقت / تبحلق في ردهات الشتاء الميت تحت الفضاء ....
يحتضن اطفال الممات / وألعاب الحياة ,
4

كاريزما الوقت المستذئبة .
أحصنة / رسمت بطباشير الزمن بوتيرة صماء .
ثيمة تلو الثيمة / إيقاعات بلهاء / تصارع الزمن .
وتبعث بريدها في حقيبة ساعي القضاء .
5
بدوران حول الدائرة ../ وبرائحة ليس لها رائحة .
أعباء ../ تجسد ثلة من الفرسان يقتادون الجياد القوقازية .
وقع حوافرها / كساعة على جدار الريح .
يحرسها أحدب يعزف ناي من حديد .
وقيثار بجانبه أوتاره عواطف صارخة .
6
عربدة على إيقاع الهيام .
ومظلة واحدة ./ فقط.
متى تبكي السماء ؟
لتسيل دموعها مطر على رؤوس العابرين بين الفناء والفناء.
متى ..تضاجع الأمكنة قناديل الليل ؟
وتنتشل الأشياء من أزقة الغرباء المستضعفين في الأرض.
7
نهتف / نهتف / نهتف ....
من سويداء القلب ..
من السواد الاعظم في الروح / الغبي.
وهو يتمنطق الحزام المشوك .
8
فتريثوا ../ او ...
إقتربوا الآن ...أفتحوا مزاميركم ..غنوا صلواتكم ..
طوفوا بين البكاء والنشوة ..
واشربوا من البئر / ماء عذب زلال .
أرفعوا قبعاتكم / وعمائمكم / 
قولوا: إنا أتينا هذا الحزن ..يجرنا لأجله الحزن .
قولوا : إننا محكومون بالمعصية ..

1/ 2010